نبأ - غزة - محمد صيام
ينادي البائع على عربته في أحد شوارع مدينة غزة بصوتٍ عالٍ "بشيكل السمك .. بشيكل السمك"، ذلك الصوت الذي أربك آذان السامعين ودفعهم للاستغراب من حقيقة ما سمعوه في المرة الأولى؛ ليقطع الشك باليقين في ندائه الثاني "بشيكل السمك .. بشيكل السمك".
ذلك الصوت دفع الكثير من الناس على مرأى من مراسل "نبأ" للاطلاع على هذا السمك الذي يتم بيع الكيلو الواحد منه بشيكل واحد فقط، ذلك السعر الذي لم يصل إليه سعر كيلو السمك نهائيا عبر تاريخ البحر الأبيض المتوسط.
واتضح من خلال المعاينة أن السمك هو السردين الصغير أو ما يعرف شعبيًا بـ"سمك البزرة"، والذي في أسوأ مواسمه لا يقل ثمن الكيلو الواحد عن 3 شواكل أو 4 كيلوجرام بـ10 شواكل، فما الذي حدث؟
للإجابة عن ذلك السؤال، توجّه مراسل "نبأ" إلى أحد الباعة المشهورين في هذا المجال والذي تحدث عن انخفاض كبير في الأسعار حاليا تشهده الأسماك عمومًا لعدة أسباب: أولها السماح باستيراد الأسماك المصرية والتي ملأت الأسواق على حد تعبيره وأثرت بشكل كبير على الأسعار.
أما السبب الثاني بالنسبة للبائع، فهو ضعف الإقبال بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين مع إقبال الشهر على نهايته وتأخر صرف الرواتب عموما وحالة عدم الاستقرار التي يعيشها موظفو "الأونروا" الذين تأخرت رواتبهم بشكل كبير وغير مستقر خلال الأشهر الماضية.
وعن سبب الانهيار الحاد في سعر "البزرة"، قال البائع إنه ينادي على الكيلو الواحد بشيكل منذ ساعات الصباح، ومع ذلك فإن الإقبال كان ضعيفا جدا، الأمر الذي دفعه أيضًا إلى إغراء الزبائن بمضاعفة الوزن أي "3 كيلو بـ2 شيكل أو 2 كيلو بشيكل".
وأشار بيده إلى الكميات الكبيرة التي لا زالت عنده من سمك "البزرة" وهو يقول "مع ذلك لا يوجد أحد يريد الشراء"، لافتا إلى أن ذلك قد يعود إلى مخاوف الناس من انتشار سمكة الأرنب بين أسماك البزرة والتي تسببت في حالات تسمم عديدة وتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن الجدير ذكره، أن وزارة الزراعة في غزة تمنع استخدام الشباك الضيقة التي تقل عيونها عن 10 ملم في الصيد لحماية الثروة السمكية من خطر انقراضها، والتي أدت إلى تراجع في أحجام أمهات الاسماك في البحر بسبب الاستغلال الكبير للمخزون السمكي في قطاع غزة ما أدى لاختفاء أنواع من الأسماك كالدنيس والطرخونة.