غزة – نبأ:
شاب أمضى سنوات طويلة من حياته في طلب العلم داخل غزة وخارجها حتى حصل على درجة الدكتوراة من جامعة طرابلس في لبنان بتقدير جيد، وأخرى من السودان في الفقه المقارن بتقدير ممتاز.
ومع ذلك، لم يجد الشاب محمود مقاط (34 عامًا) من سكان حي التفاح شرق غزة، فرصة للعمل في مجال تخصصه، واضطر على إثر ذلك أن يعمل في أحد المخابز ليوفر قوت عياله الأطفال الخمسة والذين يعاني أحدهم من مرض السرطان.
وعلى الرغم من عسر الحال، يرفض الشاب مقاط، تلقي المساعدات المالية أو التسجيل في البرامج الإغاثية، وكل ما يطلبه هو الحصول على أي وظيفة في مجال عمله.
وفي هذا الشأن، يقول الشاب مقاط: "أنهيت دراسة التوجيهي في مدرسة عبدالفتاح حمود الثانوية ودرست الشريعة الإسلامية بدءًا من الكلية الجامعية مرورا بالجامعة الإسلامية والماجستير في جامعة الأزهر بقطاع غزة، وبعدها أكملت تعليمي في جماعة طرابلس بلبنان في الفقه المقارن وفي الفترة نفسها درست الدكتوراة في السودان بالفقه المقارن".
ويضيف: "نشرت العديد من الأبحاث والدراسات في الفقه المقارن على مواقع ومجلات متعددة، وبالرغم من كل ذلك لم أحصل على وظيفة تليق بشهاداتي العلمية والآن أعمل في مخبز".
ويرى مقاط، أنه أوفر حظا من الكثير من زملائه الذين حصلوا على درجات عليا ولا يجدون ما يعملون فيه، قائلًا "وهناك الكثير من الزملاء الذين أنهوا الدكتوراة ويعملون في الأسواق حاليًا وهناك الكثيرون لا يعملون".
ويوضح: "ذهبت إلى عدد من الجامعات فأخبروني بأن التوظيف متوقف فيها، والشروط التي يريدونها تعجيزية فالدخول للاختبار للعمل يتطلب أن تكون قد درست سنتين على الأقل".
ويشير إلى أنه توجه إلى "ديوان الموظفين فوجدت أن تخصص الشريعة الإسلامية لا توجد له بطالة ويجب أن يكون هناك شريعة وقانون وليس شريعة إسلامية".
وعما يتمناه الشاب مقاط، "الشهادات التي معي تؤهلني للعمل في أي مدرسة أو مؤسسة تعليمية، وهذا كل ما أتمناه وظيفة في أي مدرسة أو مؤسسة تعليمية".