رام الله-نبأ-رنيم علوي:
لم تكتفِ " إسرائيل" بفرض عقوبتها على المواطنين الفلسطينين من اعتداءاتٍ على الأسرى، واعتقالاتٍ تتصاعد، وهدم وتهجيرٍ للمواطنين من منازلهم، فهي تطل علينا اليوم بقرارِ إعدامٍ مُباشر، لكل فلسطيني يرشق حجراً واحداً صوب ما تسمى " قوات الاحتلال".
القنوات العبرية نقلت ترحيب جنود الاحتلال بالقرار الذي سيُفضي إلى قتل الفلسطينيين، مطالبين بأن يكون هناك تنفيذ فعلي لهذه التعليمات في الميدان، "للقضاء على الإرهابيين العرب" وفق وصفهم.
قرارات جاءت بموافقة "سياسية"
ومن الجدير بالذكر أن هذه القرارات جاءت بموافقة قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أن الجنود كانوا يهابون إطلاق النار في بعض الأحيان خوفاً من العقاب القاسي من قبل قادة الجيش والذي يعقب عملية إطلاق النار.
وقد رحّب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "نفتالي بينيت" بهذا القرار قائلاً: "أهنئ الجيش على تغيير سياسات إطلاق النار، حيث يجب على الجنود أن يكونوا مستعدين للدفاع عن أنفسهم وأنفسنا، وسنواصل محاربة الجريمة والعمل على استعادة الأمن".
منصور لنبأ، " هذه قرارات مغلفة"
فيما علّق المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، قائلاً: " يأتي هذا القرار وإن كان مغلفاً لموجهة " العنف المتزايد من الفلسطينين" ومواجهة تصاعد مظاهر المقاومة الفلسطينية؛ إلا أنه في حقيقته لا يأتي بالجديد، هذه أوامر مشددة وهناك عشرات الشهداء ارتقوا على الحواجز والطرق فقط لمجرد الاشتباه بالمقابل لم يحاسب أي جندي إسرائيلي على ذلك".
وأضاف منصور القول: " هذه الأوامر تأتي بهدف الردع، وبهدف إظهار أنها في حالة دفاعية لدفعها لاتخاذ مثل هذه القرارت، وأنا اعتقد أن بينت الذي خرج محطباً من حرب عام 2006 مع حزب الله ولبنان وقرر أن يدخل السياسية تحركه شهوة الانتقام ورغبة التدمير، وأنه جاء من موقع رئيس الوزراء لينفذ هذه الأفكار المبيتة والعدوانية اتجاه كل ما هو غير يهودي بحجة السياسة العنصرية اليمينية المتطرفة القائمة على انتهاك حقوق الإنسان وقتل الآخرين".
وأضاف منصور: " هذه القرارات لن تردع وتؤثر على النضال الشعبي الفلسطيني، وإنها على العكس ستؤجج القاومة الفلسطينية وتزيد من النقمة عليه كلما ارتقى شهيد على أرض الوطن".
" ليس قرار جديد"
وعلى ذات السياق، قال المحلل السياسي صلاح خوجا: " هذا ليس قرار جديد وإنما هذا موجود منذ بدأ الاحتلال، وإن أبناء الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الأولى ارتقى منهم أكثر من 1500 شهيداً، والثانية أكثر من 4000 شهيداً، وبالتالي قرار إطلاق النار من الممكن أن تروج للمجتمع الدولي وتضليل الصورة البشعة عن الاحتلال عالمياً، وكأنه لم يرتكب أي عملية اطلاق نار من قبل، إلا أن الحقيقة تقول أنه يرتكب كل يوم جرائم، وأنه هناك بعض الحواجز التي تسمى بحواجز الموت، وبالتالي الشعب الفلسطيني مرّ بكثير من التجارب المختلفة".
واستذكر خواجا، القول: " في الانتفاضة الأولى رابين قتل الفلسطينين وهم أحياء وذلك بدفنهم في الأرض، وهناك أيضاً مجازر الحرق كعائلة دوابشة والطفل خضير، وبالتالي هذه ليست سياسة جديدة بل إنها مستمرة".
آراء شعبية
وجاء على النحو التالي، آراء لبعض المواطنين الفلسطين، قائلين:
" أظن رح ينتج عن هيك قرار تصعيد وبالتالي إذا كل يوم استشهد مواطن فلسطيني هذه كارثة وما أظن الفصائل رح تسكت".
" نار نار شو نعمل، حيا على الجهاد حيا على الجهاد".
" مش إشي جديد على فكرة".
شهيد الأمس
فيما يشار إلى أن أمس الأربعاء استشهد الشاب محمد عيسى عباس (26 عاماً) من مخيم الأمعري برصاص الاحتلال بالبيرة.
وذكرت وزارة الصحة أن الشاب وصل مجمع فلسطين الطبي بحالة حرجة ومصاباً برصاصة في ظهره أصيب بها من قوات الاحتلال، وحاول الاطباء إنقاذ حياته إلا أنه ارتقى متأثراً بإصابته الحرجة.