نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

محاولات للتضييق على الأنشطة بذريعتي "العنف وكورونا"

بوادر أزمة في جامعة بيرزيت تشعلها اتهامات متبادلة بين الإدارة والكتل الطلابية

رام الله – نبأ – رنيم علوي:

أحداث متتابعة تكاد تعصف بجامعة بيرزيت وتنذر بأزمة كبيرة بين إدارتها وكتلها الطلابية، بدأت بإجراءات وقيود تفرضها إدارة الجامعة منذ العودة إلى الدراسة الوجاهية على الأنشطة الطلابية بعد غياب طويل خلال جائحة كورونا.

وترى الكتل الطلابية، أن الجامعة تريد تغيير الواقع المتعارف عليه قبل الجائحة، وتنفيذ أجندات جديدة تستهدف بالدرجة الأولى الأنشطة الطلابية، وتمثل ذلك في تحويل عدد من الطلبة إلى لجنة نظام خاصة بإشراف مباشر من رئيس الجامعة، وبينهم منسقيّ الكتلة الإسلامية والقطب الطلابي الديمقراطي بسبب فعاليات نظموها في ذكرى انطلاقتي الجبهة الشعبية وحركة حماس داخل الحرم الجامعي.

وتبرر إدارة الجامعة تلك القرارات بمحاولة النأي عما وصفته بـ"ظاهرة العنف" التي تجتاح بعض الجامعات في إشارة إلى جرائم قتل وشجارات وقعت خلال الفترة الأخيرة والتي ترى فيها تهديدا للعملية التعليمية.

وفي هذا الشأن، عبّر مجلس الجامعة عن استيائه من اقتحام الطلاب قاعة الشهيد كمال ناصر وتكسير أبوابها ونوافذها والتهجم على حرس الجامعة، مشيرا إلى أن ذلك امتداد "لظاهرة العنف" من قبل بعض الطلبة في الجامعة.

وأكد المجلس، تصميمه على الاستمرار في بذل كل الجهود الممكنة لمعالجة هذا الظاهرة نظراً لتأثيراتها المدمرة على مسيرة الجامعة وقدرتها على تحقيق أهدافها، مضيفا أن قرار تحويل كل من منسق القطب الطلابي ومسؤول اللجنة التحضيرية فيها ومنسق الكتلة الإسلامية إلى لجنة نظام خاصة يأتي بعد سلسلة من المشاكل والاعتداءات العنيفة التي وقعت بين مجموعات من الطلبة وتمت معايشتها في جامعة بيرزيت وجامعات فلسطينية أخرى.

وأشار إلى بيان أصدره سابقا يؤكد على ضرورة نبذ المظاهر العنيفة داخل الحرم الجامعي وعلى إيقاع أقصى العقوبات بحق المخالفين، مشددا على أن هذا التجاوز سيتم محاسبة القائمين عليه، أسوة بأية ممارسة عنيفة تتم في الحرم الجامعي.

"لجنة خاصة"

وباللجوء إلى الكتل الطلابية بدءًا بكتلة الوحدة الطلابية، فقد أكدت على أن هذا القرار بإنشاء لجنة "خاصة" قد بدأ؛ وذلك لمنع منسق الكتلة الإسلامية وممثلي القطب الطلابي من الدخول إلى الجامعة.

وأكدت كتلة الوحدة الطلابية أن الجامعة تتعرض لضغوطات سياسية خارجية، وذلك لأنه من المعلوم أن لجنة النظام ترفض بشكلٍ قطعي التدخل في الفعاليات التي تقوم بها الأطر الطلابية داخل أسوار الجامعة، وأن لجنة النظام " الخاصة" والتي تنشأ لأول مرة في تاريخ الجامعة ما هي إلا مناورة قانونية لتحقيق هدف سياسي.

وأشارت إلى أن الحجج التي تتذرع بها الجامعة حدثت كثيراً داخل الجامعة وليست بالجديدة لتستدعي ان تشكل لجنة "خاصة" للتحقيق حول هذا الموضوع، وتساءلوا إلى أين تريد الجامعة الذهاب بالأطر الطلابية؟

ونوهت إلى أنه يمكن ربط ما يجري بموعد الانتخابات القادمة لرئاسة المجلس، وذلك نظراً لإنشاء لجنة الخاصة شكلت لأول مرة في تاريخ الحركة الطلابية، وأنها جاءت بقرار سياسي خارجي.

" الإرث الطلابي خطٌ أحمر"

وعلى نفس السياق، عبّرت حركة الشبيبة الطلابية على لسان منسقها مالك عبيدات، بأنها تريد إيصال رسالة إلى إدارة الجامعة وكل الجهات المعنية بأن النشاط الطلابي والوطني وإرث الحركة الطلابية خط أحمر لا يسمح المساس به أو معاقبة من يمارسه.

وقال عبيدات لـ"نبأ"، بنص العبارة "سنحمي بيرزيت ... سنحمي حركتها الطلابية سنحمي إرث الشهداء فيها ... سنحمي بيرزيت بحرمها وممتلكاتها".

ووصولاً إلى الكتلة الإسلامية، والتي قال منسقها إسماعيل البرغوثي، إن الحجج التي تتذرع بها الجامعة تتم معالجتها من خلال لجنة نظام عادية وليست خاصة وهذا الأمر الذي من المستحيل أن يحدث لأنها ترفض كامل الشكاوى المقدمة بحق الأنشطة الطلابية نظراً لاحترام العرف القائم داخل أسوار الجامعة، وأن تشكيل اللجنة الخاصة جاء بقرار سياسي لاسترضاء أطراف خارجية.

وأضاف البرغوثي لوكالة "نبأ": "لا نعلم أين تريد أن تصل بنا جامعة بيرزيت كحركة طلابية كاملة ومن الممكن أن يتم ربط ما يحدث باقتراب موعد الانتخابات لرئاسة المجلس، إلا أن الاحتمال الأكبر يمكن أن يكون بهدف إضعاف الحركات الطلابية وأن إدارة الجامعة لا تستطيع تسيير الأمور الجامعية مع الكتل الطلابية".

ومن الجدير بالذكر أن الحركات الطلابية في جامعة بيرزيت دعت اليوم إلى وقفة غضب أمام مبنى رئاسة الجامعة وذلك لإسقاط لجنة النظام " الخاصة"، مؤكدة أنه لن تتم محاسبة أياً من منسق الكتلة الإسلامية وممثلي القطب الطلابي

وكالة الصحافة الوطنية