نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بونٌ شاسعٌ بين ردود الفعل الشعبية والرسمية

كيف تفاعل الشارع مع حماية مستوطنيْن ضلّا طريقهما في رام الله؟

رام الله – نبأ – رنيم علوي

شهدت مدينة رام الله، الليلة الماضية، حدثا نادرًا بدخول مستوطنين إلى أحد شوارعها الرئيسية عن طريق الخطأ؛ ليواجهوا بطوفان بشري تمكّنت قوات الأمن الفلسطينية من حمايتهما وإعادتهما إلى قوات الاحتلال، بينما صبّ الفلسطينيون جام غضبهم على مركبتهما التي أشعلت فيها النار واحترقت بالكامل.

ذلك المشهد أعاد للذاكرة الفلسطينية ما حدث في المدينة نفسها، والشارع نفسه الذي قتل فيه جنديان إسرائيليان بداية انتفاضة الأقصى قبل 21 عاماً، فكيف يوصف هذا الدخول؟ وما الصورة التي تختلف عن سابقاتها؟

دخولٌ خاطئ وبغير قصد

وصف المحلل السياسي، عماد أبو عواد هذا الدخول، قائلاً: " هذا دخولٌ خاطئ، فبالنهاية مهما بلغت العلاقات التنسيقية ما بين السلطة الاحتلال يبقى الإدراك موجود أن الدخول إلى مناطق ليست من تصنيف دخولهم سيؤدي إلى ضرر كبير على المستوطنين؛ وذلك لوجود وعي كامل بأن الحالة الفلسطينية رافضة لوجود الإستيطان والتنسيق الأمني"

وأشار أبو عواد، إلى أن هذا الدخول لم يكن بقصد تام، وأنه لم يكن لديهم نية لدخول مدينة رام الله؛ وإنما تحدث وأن يضل الطريق مستوطن؛ مع معرفة أن المستوطنين لهم الضفة الغربية اليوم، وهذا يشير إلى أنه في ظل هذا الواقع هم يضلون طرقهم لكثرة المواقع المسموحة لهم، بخلاف ما كان قبل سنوات عندما كان لهم طرقا معدودة لدخولها.

لا خيار أمام السلطة

وأردف يقول، ما قامت به السلطة طبيعي، فلم يكن للسلطة خيار سوى إعادة المستوطنين، ولو حدث العكس كان سيكون هناك ضرر كبير للسلطة وأجهزة السلطة، كونها عملياً لا تريد المقاومة ولا المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي إذا لم يعد المستوطنون بأمان سينعكس ذلك سلباً على السلطة.

شعبٌ يختلف عن حكومته

وأضاف أن الحالة الفلسطينية والغضب العام يؤكد أن الشعب لديه رؤية مختلفة عما ذهبت إليه السلطة الفلسطينية، ومن منظور الشعب كان على السلطة احتجازهم ليوم أو يومين لإثبات السيادة أو لو تأخرت القوة الأمنية بالتدخل في هذه القضية، ولا يمكن قول شيء سوى أن الواقع سيء.

آراء الشارع الفلسطيني

وعبّر الشارع الفلسطيني وبالتحديد في مدينة رام الله، عما حدث عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي جاءت على النحو التالي:

ياسين عز الدين: "ما حصل وسط رام الله الليلة يكشف ركاكة منظومة السلطة الأمنية، فالمكان الذي أحرقت فيه سيارة المستوطنين يفترض أنه مليء بعناصر الأمن، فعلى مقربة منه قام مختل عقلياً بتحطيم أسود الدوار قبل فترة، وفيه ينظم معارضو السلطة وقفاتهم، عناصر الأمن بالكاد استطاعوا حماية المستوطنين ولم يستطيعوا حماية سيارتهم، ما أريد الوصول إليه أن السلطة رغم شراستها ووحشيتها هي أضعف مما تظنون فلا تضيعوا الفرصة".

وأضاف: "ما حدث يلخص الوضع في الضفة منذ سنوات: شعب يقاوم الاحتلال وسلطة تدافع عن الاحتلال، مما يبقي المقاومة محدودة الأثر وانطلاقها مرهون برحيل السلطة".

واستذكر أحد المواطنين الوضع الفلسطيني قبل 21 عاماً، قائلاً " صورة عام2000، يرفع فيها الأسير المحرر عبد العزيز صالحة يديه وهي ملطخة بدم جنديين إسرائيليين دخلوا رام الله بالخطأ فاعتقلته السلطة في مركز قيادة رام الله الذي كان قريب من جنازة شهيد وقتها، المشيعون اقتحموا مركز الشرطة واخذوا بثأر الشهيد، وألقوا جثث الجنديين من شبابيك المركز إلى الشارع".

وكالة الصحافة الوطنية