نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تقرير عين مخنة التاريخية......حولها غول الاستيطان لمتنزه وبرك لتربية الأسماك

نابلس – نبأ - نواف العامر:

ينتاب الرعاة والمزارعين من بلدة كفر قليل جنوب نابلس القلق من ضياع عين مخنة التاريخية والأراضي المحيطة بها بعد تثبيت سلبها ونهب خيراتها على يد عشرات المستوطنين من مستوطنة براخا والبؤرة القريبة بعد تحويلها لكتلة خدمات زراعية وسياحية.

ويغالب الشوق نفس المواطن وصفي رشيد منصور من كفر قليل، بينما يقف في منطقة المنطرة يرقب العين وأراضي العائلة في المنطقة المزروعة بالزيتون وحرم من الوصول إليها والاهتمام بها وقطف ثمارها.

وأتت نيران المستوطنين صيفا عدة مرات على أراضي منصور وحولتها لخراب وأثرا بعد عين خلال السنوات المنصرمة في سبيل استهداف مبرمج لأشكال الزراعة بهدف إكمال السيطرة عليها.

وتظهر برك السباحة وأخرى لتربية الأسماك للمزارعين الذين اعتادوا ارتياد العين لسقيا مواشيهم وري الزراعات الصيفية والأشجار التي حولت لموقع سياحي ومتنزه يسبح فيه المستوطنون كموقع استجمام للمستوطنات جنوب نابلس، في الوقت الذي باتت فيه العين مصدرا حيويا لضخ المياه لتربية أسماك المستوطنين.

وكانت العين إبان العهد الأردني مصدرا هاما لتزويد معسكر حوارة التابع للجيش الأردني قبل احتلال الضفة الغربية عام 1967 وفق الأهالي.

ولم تكن الينابيع مصدراً مائياً للرعاة من قرى كفر قليل وبورين التي تتبع ملكية الأراضي والعين لها؛ بل كانت تستقطب الرعاة والبدو المتنقلين من منطقة الخليل.

وتنبع أهمية المنطقة بوجود مقام ديني إسلامي تحيط به عشرات أشجار البطم الفلسطيني النادر، ويسمى مقام "أبو اسماعيل" الملاصق للينابيع والذي تعرض لعمليات سرقة للحجارة الأثرية تمهيدا لنزع المعالم الإسلامية عنه وتحويله لمزار ديني يهودي في سلسلة حلقات تهويد المقامات الإسلامية في الضفة الغربية.

وقبل زهاء خمسة عشر عاما وفق الأهالي تعرضت العين للتسميم بمواد مجهولة تمهيدا لقتل قطعان الأغنام وبث الرعب في صفوف الرعاة والمزارعين للحيلولة بينهم وبين الوصول للمنطقة.

وبعد اجتياح الضفة الغربية عام 2002 فيما عرف بعملية السور الواقي، حرمت عائلات القني ومنصور وأبو غنيم والعشرات من الوصول للعين وأراضيهم ما أعطى الفرصة للمستوطنين للسيطرة التامة عليها وشروعهم للانتفاع بمياهها وأشجارها المثمرة.

وتفيد معطيات سابقة لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن عدد البؤر الاستيطانية في الضفة يبلغ 251 بؤرة منها (40 بؤرة) تقع في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، تليها محافظة نابلس (36 بؤرة) شمال الضفة، ثم محافظة بيت لحم (32 بؤرة) وسط الضفة، وأقلها في محافظة طولكرم (5 بؤر) شمال الضفة.

وقام نشطاء الاستيطان ممن يسمون فتية التلال بسرقة العشرات من الدونمات التي تتبع القيادي الراحل في الجبهة الشعبية أبو ناصر محمد الشيخ من بلدة بورين وزراعتها بأشجار الزيتون.

وغير بعيد قام المستوطنون بزراعة مساحات من الأرض السهلية المحاذية لحاجز حوارة بأشجار العنب بينما بسطوا سيطرتهم على أرض ملاصقة للشارع الرئيسي كانت مخصصة لبناء مساكن لعائلات جنود الجيش الأردني في معسكر حوارة قبل الاحتلال وزراعتها.

وشهدت منطقة العين اشتباكا مسلحا بين عضو حماس الشهيد حمدان النجار من بورين ودورية احتلالية بعدما تمكن من السيطرة على سلاح ضابط  أمن مستوطنة براخا وقتله بعد قيام الأخير بشتم الإسلام والرسول أثناء أداء النجار لصلاة العصر، بينما يرعى أغنام العائلة أواخر العام 1988.

وأقيمت بؤرة استيطانية عقب الاشتباك في التلة المعروفة بباب الثنية وما لبثت أن تمددت كالسرطان يبتلع المزيد من الأراضي البكر، وزودها الاحتلال بمقومات البنية التحية وحماية الجيش لها.

وكالة الصحافة الوطنية