نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

دعوا الأمة الإسلامية للدفاع عن ثالث الحرمين وقبلتهم الأولى..

مختصون لـ"نبأ": المسجد الأقصى يمر في أيام عصيبة وهذا المطلوب لحمايته من المستوطنين

نبأ  - رام الله – رنيم علوي

مُنذ العامِ المنصرم ومدينة القدس تعيش حالة من التأهب المشحونة بالتوتر المستمر جرّاء اقتحامات الاحتلال والمستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى المُبارك وتجاوز الخطوط الحمراء.  

وتدود في هذه الأثناء دعوات للمستوطنين من أجل تنفيذ ما يسمونه بِـ"الاقتحام الأكبر" والذي قد يكون أشد خطورةً عن سابقه من الاقتحامات، حيث َمن المقرر أن يبدأ حشد المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى يومي الإثنين والثلاثاء 26 و27 أيلول/ سبتمبر الجاري، احتفالا بأعيادهم السنوية والتي يمارسون فيها طقوس نفخ البوق، والرقص واستباحة المسجد سعياً لتهويده بشكلٍ كامل، وفرض واقع جديد فيه.

ووفق مخططات الاحتلال، تسعى جماعات الهيكل خلال 26 و27 من سبتمبر الجاري، بـما يسمى    "رأس السنة العبرية"، إلى نفخ البوق عدة مرات في المسجد الأقصى، وفي يوم الأربعاء 5 أكتوبر 2022 سيصادف ما يسمى “عيد الغفران” العبري، ويشمل محاكاة طقوس “قربان الغفران” في الأقصى، وهو ما تم بالفعل دون أدوات في العام الماضي.

تداعيات الاقتحام

فما هي التداعيات المستقبلية لهذا الاقتحام من الزاوية السياسية؟ يقول المختص في مقاومة التهويد المقدسي ناصر الهدمي : " إن سلطات الاحتلال كعادتها في كل عام تستغل مواسم الأعياد اليهودية لتُشعل الساحة بمزيدٍ من الاقتحام والتدنيس للمسجد الأقصى المُبارك، والخطورة أنه يبني هذا الأمر على أحداث سابقة كالعام الماضي الذي شهد تجاوزات للاقتحام؛ كالسماح بأداء صلوات تلمودية، ورفع العلم الصهيوني، وفي النهاية محاولة تقديم القربان لذبحه في ساحات المسجد الأقصى المُبارك".

وأضاف ناصر الهدمي لِـوكالة " نبأ"، "اليوم يجري الحديث عن أن عرّاب الاقتحامات قدّم مقترحاً للنفخ في البوق بشكلٍ طبيعي دون تسجيل تقني، وهذا بدوره يؤكد أن الفلسطيني المقدسي أمام هجمة شرسة والتي بات يقع عليها أن يبقى المقدسي ينتظر " كبسة الزر" أي أن يعلن الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى وعليه يتم الإعلان إلى النفير والرباط، وكأنه لا يقتحم بشكلٍ يومي".

وما يُقلق الهدمي أن المواطن بات ينتظر الإشارة من الاحتلال حّتى يتحرك دون وجود أي خطط استراتيجية للتحرك، وفي ذات الحديث أشار أن السلاح الوحيد الذي يُستخدم من عشرات السنين هو الرباط.

وبيّن أن على المواطن الفلسطيني وقيادته أن يعو بأنه لم يعد بالإمكان تكرار نفس الأسلوب والرضى بالنتائج المُتكررة.

دور حركة حماس بجانب الدور الشعبي

وفي سؤال وجّهته وكالة " نبأ" لناصر الهدمي عن توقعاته لدور حركة حماس من هذا الاقتحام؟ فأجاب بأنه لا يرى أن يدخل قطاع غزة حرباً جديدة من أجل هدفٍ يمكن الوصول له بأدواتٍ أخرى بعيدة عن الحرب، وقال: " إن الأوان قد آن بأن يعلم أهل الضفة الغربية والداخل المحتل في الدور الكبير الذي يساوي دور المقاومة في قطاع غزة".

واسترسل: " الحرب حل؛ ولكنها ليست الحل الوحيد، فالحلول الجماهيرية في كل فلسطين المحتلة تشكل قيمة أكبر من الحرب، بالإضافة إلى حلِّ من يدّعون أنهم أصحاب الولاية على المسجد الأقصى المبارك كَـ " المملكة الأردنية الهاشمية" يجب أن يكون لها دور في إيقاف الطوفان القادم على المسجد".

وتابع: "سمعنا الكثير على لسان رئيس تركيا الطيب أردوغان والذي شكلت له مواقف كثيرة لصالح القضية الفلسطينية فقد آن الأوان أن تترجم هذه الكلمات واقعياً، بالإضافة إلى المغرب الذي يدّعي بأنه " أمير المؤمنين" عليه أن يكون له دور".

الهدف من الاقتحامات للمسجد الأقصى

وبدوره، يسعى الاحتلال من هذه الاقتحامات المستمرة إلى تعويد الرأي العام الفلسطيني على الدخول المكثف للمسجد الأقصى وبلباس ينافي القيم والأخلاق الإسلامية؛ كرسالة على أن المسجد مكان تنزه وعبادات للجميع دون قيود ومحددات، وأن شرطة "إسرائيل" هي صاحبة القرار وليست الأوقاف الأردنية أو الفلسطينية.

وجاء على لسان المختص في الشأن الإسرائيلي صلاح خواجا، قائلاً: " إن الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى تهدف إلى التقسيم الزماني والمكاني، ففي ساعاتٍ محددة تغلق أبواب المسجد أمام كل الزائرين والمصلين والمرابطين، في الوقت الذي تفتح أبوابه للمستوطنين".

وأردف لِـوكالة " نبأ" : " أن هذا التقسيم الزماني يأتي في إطار الخطوة الثانية للتقسيم المكاني، والفلسطيني اليوم هو أمام موجة جديدة من الإرهاب والاستيطان ضده".

قانونية الاقتحام

أما من الناحية القانونية، فهل هذا الاقتحام وما سبقّه يعدّ تعديا على القانون؟ للإجابة على ذلك التقت وكالة " نبأ" مدير مركز القدس للحقوق زياد الحموري.

وقال الحموري: " إن كل ما يجري اليوم في القدس هو غير قانوني فيه تعدٍ على حقوق الإنسان من كافة الاتجاهات، كالتعليم، وحقّه في ممارسة شعائره الدينية التي ضربها الاحتلال في عرض الحائط، وفي بعض القضايا التي تقع على عاتق ما يسمى " بالقانون الإسرائيلي" عندما تمثل أمام الفلسطيني لا يعترف بها، كالاقتحامات للأماكن الدينية مثلاً".

" هذه الأعياد كابوس للمسجد الأقصى"

وفي ذات السياق، قال المختص في الشأن المقدسي فخري أبو ذياب : " إن هذه الأعياد هي كابوس على المسجد الأقصى المبارك، حيث يستغل المستوطنين هذه الأعياد لربطها في المسجد؛ لإثبات أحقيتهم فيه".

وأشار فخري أبو ذياب لِـوكالة " نبأ"، رسالتهم من الاقتحام هي ربطها بالهيكل المزعوم.

" جبل الهيكل".

ويرى، أن الاحتلال يبني على فرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى؛ وهذا ما يُرى من استثمارهم في الخطوات التصعيدية المتمثلة في الاقتحام كالنفخ في البوق، وأداء الصلوات التلمودية,

ويعتقد أن الأيام القليلة القادمة هي أيام عصيبة، واصفا أن المسجد الأقصى سيكون في "قلب العاصفة"، وهذه الأيام هي نتيجة عدم وجود رد فعل حراكي من الأمة في الدفاع عن المسجد.

وأردف أبو ذياب: "إن كل ما يقوم به الاحتلال اليوم هي " بالونات" اختبار لجس نبض الشارع المقدسي خاصة، والفلسطيني عامة" وعليه ستتم آلية الاقتحامات".

ومن الجدير ذكره، أن عشرات المستوطنين اقتحموا صباح اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وقال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني: "إن عدد المقتحمين لباحات المسجد الأقصى منذ الصباح حتى اللحظة دفعتين ، الدفعة الأولى بلغ عدد مقتحميها 12 متطرفاً ، ولا تزال الاقتحامات متواصلة" .

وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة تقتحم باحات المسجد الأقصى بشكل يومي من الساعة الـ7 وحتى الـ11 ، وتعود مجدداً للاقتحام في تمام الواحدة ظهراً.

وكالة الصحافة الوطنية