نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

عشر رصاصات وإهمال طبي وتحريض..

المتطرفون اليهود يهددون حياة الأسير الجريح نور الدين الجربوع من مخيم جنين

جنين - نبأ - علا مرشود

إصابة بليغة برصاص الاحتلال ثم اعتقال وإهمال طبي تلاها تهديد بالقتل والتصفية من قبل أشد المتطرفين بالكنيست الاسرائيلي إيتمار بن غفير، ذلك وأكثر حول حياة الأسير نور الدين الجربوع وعائلته إلى خوف وقلق من بعد أمن واطمئنان.

الشاب الذي ربته أمه يتيمًا، وبذلت كل ما تملك لتربيته وإخوانه، اختطفه الاحتلال من حضنها وتسبب له بشلل نصفي فلا يقوى الآن على الحركة ما أدى إلى اصابته بالتهابات وتقرحات حادة، ووضع صحي مأساوي من ضمنه فتحة في الظهر بطول 25سم وعمق 10 سم، ونقص وزنه خلال تلك الأشهر وحتى اليوم ما يزيد عن 40 كيلو، ورغم ذلك مقيد القدمين بالسرير.

تمكنت العائلة مؤخرًا من زيارة نجلها في مستشفى آساف هاروفيه قبل أيام بعد أن كان من المقرر له إجراء عملية جراحية، لتتفاجئ العائلة بعدم إجراء العملية نتيجة ارتفاع درجة حرارته فيقول أخوه توفيق: " تفاجئنا بعدم اجراء العملية له بسبب وضعه الصحي الذي لا يسمح".

على الرغم من ذلك إلا أنهم سعدوا جدًا بهذه الزيارة تمامًا كما انعكس ذلك على نفسية نور الدين الذي فرح برؤية ابنته وزوجته ووالدته واخوته الاثنين، فيقول توفيق: "نشطنا له الذاكرة وأعدنا له التواصل مع العالم الخارجي". وتعقب الوالدة: "عندما رأيته لم أصدق نفسي وسجدت شكرًا لله، أملنا بالله وحده فليس لنا الا الله"، وطالبت أيضًا الفصائل والمسؤولين كافة بالافراج عن الاسرى المرضى والجرحى وكبار السن.

كحال كل الأسرى المرضى والجرحى في سجون الاحتلال يعاني نور الدين من الاهمال الطبي المتعمد والذي أدى سابقًا إلى استشهاد عدد كبير من الأسرى، حيث كان يقبع في مستشفى سجن الرملة الذي يشتهر بسوء وضعه، وأصيب خلالها بكورونا وهو الأمر الذي وصفه توفيق بمحاوله القتل والاغتيال المتعمد، وتوقف قلبه مرتين كما أصيب ببكتيريا بالدم والتهاب بالعظم، إلا أن ما زاد الأمر صعوبة وخطورة هو ذلك الاتصال الذي ورد العائلة من المتطرف إيتمار بن غفير قبل أسابيع قليلة.

وفي هذا السياق يقول توفيق أخو الأسير نور الدين أنهم في الوقت الذي كانوا ينتظرون اتصالًا من نور الدين من داخل أسره حسب ما أبلغهم المحامي رن الهاتف، فردت زوجته معتقدةً أن المتصل هو نور الدين إلا أن من تحدث كان يتكلم بالعبرية ثم قال لها بالعربية: "أنا إيتمار بن غفير، نور إرهابي وليس له مكان للعلاج عندنا".

وأكد توفيق الجربوع أن قضية نور الدين لم تلق أي اهتمام أو متابعة من قبل الحكومة أو المؤسسات الفلسطينية والانسانية، وأن نور قضى أشهر طويلة في الإهمال أدت إلى تفاقم سوء وضعه الصحي، إلا بعد ما ورد هذا التهديد وعلى إثره حركت العائلة قضيته من خلال الإعلام والرأي العام.

وعلى إثر ذلك، نقل نور الدين إلى مستشفى آساف هاروفيه بتاريخ 29/8 وبدء رحلة علاج جديدة من الصفر ويردف توفيق: "يمكن القول أن نور الدين بدء العلاج منذ تلك اللحظة ولم يتلق قبلها أي علاج".

وأشار توفيق إلى الوضع الصحي الخطر للأسير ناصر أبو حميد فيقول: "كان الأسير ناصر أبو حميد بالغرفة المجاورة لنور الدين عندما زرناه قبل أيام ويخضع لحراسة مشددة رغم أنه بغيبوبة تامة".

وحمل توفيق المسؤولية كاملة للحكومة الفلسطينية والمستوى الرسمي الذي لن يستطيع تقديم شيء بسبب ارتباطه بالاتفاقيات الدولية بشكل واضح، وقال: "تعويلنا على المقاومة فقط، لأن هذا الاحتلال لا يفهم الا بهذه اللغة منذ زمن الأنبياء، وهؤلاء هم اليهود".

وأضاف توفيق: "عار على الثورة التي تبقي أسيرًا في السجون لأكثر من 30 و40 عامًا سواء على مستواها الشعبي أو السياسي"

يذكر أنه لم يمض على زواج نور الدين عامين رزق خلالها بطفلة واحدة وفي 9 رمضان الماضي أصيب نور الدين بـ10 طلقات نارية بمناطق متفرقة من جسده، طلقة بالرأس وطلقة بالظهر وطلقة بالبطن وأخرى بالساق، و5 طلقات بصدره وكتفه خلال توجهه إلى عمله صباحًا في مخيم جنين.

ومن جهته حمل السيد عبدالله الزغاري من نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصيره، وطالب كافة جهات الاختصاص بضرورة التدخل العاجل لضمان توفير العلاج اللازم له.

وأشار الزغاري إلى أنّ إدارة السّجون لم تكتف فعليًا بإهماله طبيًا على مدار الفترة الماضية، بل كانت تصر على تقييده بالأصفاد، رغم إصابته بالشلل، وذلك أثناء عملية نقله للمحكمة وللعلاج.

وكالة الصحافة الوطنية