نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

ماذا يعني إدخال جيش الاحتلال الطائرات المسيرة الهجومية في عملياته بالضفة؟!

رام الله – نبأ: 
مع تصاعد عمليات المقاومة في الضفة المحتلة خلال الآونة الأخيرة، وتخوفات الاحتلال من استمرارها على هذا النسق، خاصةً عمليات إطلاق النار خلال اقتحامات المدن، وتنفيذ اعتقالات بحقّ من يدّعي جيش الاحتلال أنهم مطلوبون، يتجّه الجيش لاستخدام طائرات مسيرة هجومية خلال عملياته.

وسيتم استخدام المسيرات في الأنشطة العملياتية، بما فيها عمليات الاعتقال "التي تعقدت" حيث يمكنها إطلاق النار تجاه الأهداف التي تم تحديدها، بحسب قناة "كان" العبرية.

وقالت القناة إن قادة فرق "يهودا والسامرة" وقائد "لواء منشيه الإقليمي" (قوات عسكرية تنشط بالضفة الغربية) تلقوا تدريبات على كيفية تشغيل طائرات مسيرة هجومية خلال العمليات العسكرية بالضفة الغربية.

وقائد هذه الفرقة الإسرائيلية هو المخول باتخاذ قرار استخدام الطائرات المسيرة الهجومية حسب الحاجة العملياتية، وفق القناة.

ولا يمرّ أي اقتحام لأي بلدة أو مخيم أو مدينة، خاصة في نابلس وجنين، دون مواجهة، واشتباكات مسلحة، حيث بات الاحتلال يرى في المنطقتين، صداعاً مزمناً له، ولقواته خلال العمليات التي تقوم بها فيهما، حيث تجابه بمقاومة غير مسبوقة. 

ومنذ سنواتٍ طويلة، لم يتدخل الطيران الحربي او المسيّر في تنفيذ اغتيالات من الجوّ لمقاومين في الضفة الغربية، إلا في حالات نادرة، ما يدلل على أنّ توجه الاحتلال نحو هذا السلاح، لأنه بات يواجه بمقاومة شرسة على الأرض، تهدد حياة جنوده وقواته الخاصة، التي تتسلل إلى أهدافها بمركبات مدنية مموّهة بلوحات تسجيل فلسطينية. 
تعقيباً على ذلك، اعتبر المختص في الشأن الإسرائيليّ محمد أبو علان أنّه في حال لجأ الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام الطائرات المسيرة ضد المقاومين في الضفة الغربية الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، فهذا فشل  لجيشه في إيجاد حل لاتساع حالة المقاومة المسلحة في الضفة الغربية رغم سيطرته الميدانية على الأرض، وتزايد القلق في صفوفه من وقوع خسائر بشرية كبيرة مع اتساع حالة المقاومة.

وفي شهر آب/أغسطس الماضي، ارتفعت بشكلٍ حاد عدد العمليات في الضفة الغربية المحتلة، فمن 113 عملية في شهر تموز إلى 172 عملية في شهر آب، 23 منها استخدمت فيها أسلحة نارية، بينما في القدس وداخل الخط الأخضر تراجعت العمليات من 120 إلى 37.

وكانت آخر تلك العمليات، وأخطرها بحسب جيش الاحتلال، عملية استهداف حافلة للجنود في الأغوار يوم الأحد الماضي، ما أدى لإصابة 7 جنود بجروح متفاوتة الخطورة.

من جانبه، يرى المختص بالشأن الأمني ناجي الظاظا، إن لجوء الاحتلال الى استخدام الطائرات المسيرة في عمليات جيش الاحتلال، يعني أن الاحتلال لا يتحمل الخسائر البشرية التي تقع في صفوف جنوده، خلال العمليات التي يقوم بها، وتقابل بمقاومة على الأرض، وبالتالي فإنّ هذه نقطة تُحسب لصالح المقاومة الفلسطينية، وعملياتها باتت مؤثرة، من حيث كثافة النيران، والخبرة في استخدام السلاح.

وقال إنّه عندما يدفع جيش الاحتلال بهذا الاتجاه، فهذا يعني أن تصاعد المقاومة الى نقطة لا يمكن العودة عنها، وان تصفية المقاومين واغتيالهم لم يعد يكتفي على الاجراءات العادية، بمعنى ان تقوم قوة بمحاصرة منزل وتستخدم سلاح عادي في تصفية المقاومين، حيث شاهدنا في الفترة الأخيرة استهداف مطاردين محاصرين بقذائف الانيرجا.

وكان ضابط سابق في جهاز الشاباك الإسرائيلي قال، إن الأوضاع في شمال الضفة الغربية تقترب من "الفوضى"،  معتبراً أنّ حالة الغليان في الضفة بسبب غياب سلطة السلطة الفلسطينية، أن السيطرة باتت للمسلحين حسب قوله.

كما نُقل عن ضباط كبار في جيش الاحتلال قولهم "إن أردنا عدم وقوع عمليات في تل أبيب وبني براك وإلعاد، علينا الدخول لنابلس وجنين"، ما يعني أنه على المدى القريب سيتمّ تعميق العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وكالة الصحافة الوطنية