نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بدأ في استجداء التهدئة..

مختصان لـ"نبأ": رصيد لابيد على المحك إن لم يُوقف عدوانه على غزة

نبأ - رام الله - رنيم علوي

في الخامس من الشهر الجاري بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، والذي بات يُشكل صورة مغايرة عن أي عدوانٍ سابق فبدأت الفكرة في محاولة القضاء على قيادات الفصائل الفلسطينية في الوقت الذي لم تشهد غزة هدوءاً من قبل كالذي عاشته قبيل بدء العدوان، فيبقى السؤال، لماذ يفتح الكيان الموقّت جبهة على قطاع غزة في هذا التوقيت بالتحديد؟

قال المختص في الشأن الإسرائيلي صلاح خواجا: " إن هذا اختيار ممنهج لخدمة لابيد وبينت في الموضوع السياسي وهذا ما يجعلهم يستغلوا العدوان كمقدمة للانتخابات، وبالتالي فهو من الواضح أنه يوجد مؤامرة عربية شريكة في هذا العدوان وتحاول الضغط على القوى والأطراف الفلسطينية في قطاع غزة لعدم المشاركة وتوسيع مجال ردود الأفعال".

وأضاف خواجا، بعض الدول المطبعة تحاول مع الاحتلال، وأن الساعات القادمة سيظهر بياناً من مصر في ما يعرف بِـ "الوساطة" والتي دائماً تذهب " لإسرائيل" في تنكرٍ منها للموقف المصري، وتساءل خواجا، لماذا هذا الرهان؟ بدلاً من ان تصطف الدول العربية موحدة قوتها في مواجهة الاحتلال.

وفي صورة مزدوجة لم يعُدْ الاحتلال قادرا على الفصل بصورةٍ كليةٍ بين ساحات فلسطين التاريخية، وذلك عقب معركة "سيف القدس" في رمضان 2021، التي وحَّدت بين غزة القدس والضفة الغربية وأراضي فلسطينيي الداخل.

ومذ ذاك الحين، شهدت الضفة الغربية تطوراَ ملحوظاً في العمل المقاوم ضد الاحتلال، كانت تجلياته في ظهور "كتيبة جنين" و"كتيبة نابلس" في الضفة الغربية، اللتين مثَّلتا تحدياَ للاحتلال من حيث قدرته على التعامل معهما، وذلك بصورةٍ تنهي هاتين الظاهرتين كلياً، على غرار ما فَعَله سابقا مع الظاهرة المسلحة التي نشأت في مخيَّم جنين عام 2002.

واستمرار العداون على قطاع غزة، هل سيشكل امتداداً مقاومياً يجعل الاحتلال في يعيش ساحة رعب من تدخل الضفة الغربية والداخل الفلسطيني كما العام المنصرم؟

أجاب خواجا مسترسلاً القول: " الاحتلال لا يَشعر أنه في موقف مرعب لتُشن عليه هجمات مترفعة من مختلف فلسطين التاريخية، فهو يحاول ادخال أطراف عربية ودولية لفرض هُدنة، إلا أنه إذا تغيّرت قواعد اللعبة من المنظمات الكفاحية بتطويل عمر المواجهات فسنشهد فرض تغيير على استراتيجية الاحتلال التي تقرر متى تضرب غزة ومتى تتوقف".

وأكد خواجا أن الاستمرار في هذا العدوان يقود إلى إعادة فرض الوحدة بين كافة الفصائل الفلسطينية في داخل القطاع، وما سيعكسه هذا التوحد من تأثير على باقي فلسطين التاريخية، وبالتالي نعود إلى الأمر الطبيعي ان تصعّد المواجهات في مختلف المناطق الفلسطينية.

ومن جهته، قال السياسي الأكاديمي محمد هلسه: " لطالما الإسرائيلي اعتبر الدم الفلسطيني ورقة رابحة يلوح بها في موسم الانتخابات، وهو قد وجد في قضية الاستنفار الذي اعلنته الجهاد الإسلامي بعد اعتقال الشيخ السعدي فرصة سانحة لاستثمار هذا الوضع والانقضاض على غزة".

وأضاف هلسه: " الهجوم على غزة اعطى فرصة إلى لابيد من اجل رفع رصيده لدى الناخب الإسرائيلي، في ظل أن نتنياهو واليمين يعيبون عليه بأنه لا يأتي من خلفية عسكرية وأنهم اعتبروا فترة الاستنفار وحالة منع التجول في غلاف غزة نقطة ضعف على الحكومة، وبالتالي لابيد أراد من هذه الضربة عكس الصورة لدى المجتمع الإسرائيلي أنه قادر على إيلام الفلسطيني وقد تحقق ذلك من خلال استهداف رموز قيادية في غزة".

وأشار، أنه عند انتهاء نقطة الاستهداف بات الإسرائيلي يشتهي أن يُوقَف العدوان دون توسيع الدائرة مع الجهاد الإسلامي وغيره من باقي مناطق الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، فهو حقق الصورة التي يريدها وأي توسع في المواجهة العسكرية الجارية الآن أو مظاهرات شعبية ستعكس الصورة ضد الحكومة.

واستطرد هلسه، الحكومة الإسرائيلية تخسى التوسع وتريد أن تنهي العدوان في أية لحظة، وبالتالي هي تستميت مع المصريين والقطريين لإحداث اختراقة إعلان " هُدنة" لأن استمرار حالة الدم الفلسطيني في غزة يرجّح اشتعال ساحات أخرى غير مرغوبة في الاشتعال مع قرب الانتخابات الإسرائيلية.

ومن الجدير ذكره، إن وسطاء مصريين اقترحوا هدنة في غزة تدخل حيز التنفيذ الساعة العاشرة مساء يوم الأحد.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتقاء أكثر من 31 شهيداً بينهم أطفال وسيدات، وإصابة أكثر من 265 مواطناً منذ بدء التصعيد الإسرائيلي، فيما وصلت صواريخ المقاومة إلى القدس.مختص لنبأ: " رصيد لابيد على المحك إن لم يُوقف عدوانه على غزة

يُذكر أن رئيس وزراء الاحتلال أبلغ رؤساء مستوطنات المحاذية لقطاع غزة باكتمال الجيش من تحقيق أهدافه وأنه ليس هناك ما يمنع العودة للهدوء؛ علمًا بأن حركة الجهاد الإسلامي أكدت رفضها للتهدئة حتى لحظة إعداد هذا التقرير

وكالة الصحافة الوطنية