نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

صراع العقول وكسر القيود

بقلم هلال نصار:

في إطار معركة صراع العقول وكسر القيود التي تنتهجها المقاومة الفلسطينية مع العدو، أثبتت كتائب القسام اليوم قدرتها على منح الثقة لروايتها الصحيحة والسليمة وإقناع المجتمع الصهيوني بأن حكومتهم تضلل عليهم الافتراءات، وهنا نزعت المقاومة قناع الكذب والافتراء عن الحكومة الصهيونية وحجبت الثقة عنها، فرواية المقاومة أصبحت هي الأصدق، وملف الأسرى حاضر بقوة ويعد من أبرز أولويات المقاومة فهي الأمل والسند والأجدر للوفاء بوعد تحريرهم بإذن الله تعالى. 

ولفتت تغريدة الناطق العسكري الملثم أبو عبيدة الأنظار إلى الدوامة السياسية والعسكرية في المؤسسة الصهيونية حول مصير الجنود الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة وهو ما يبرز حقيقة حضور ذلك الملف وجعله على الطاولة، والتصميم على إرغام العدو المحتل على دفع الضريبة الباهظة وصولاً لإتمام صفقة جديدة، كما تأتي في خطوة استباقية لاختبار حكومة لبيد، ومضاعفة تأثير المجتمع الصهيوني بشأن الجنود المفقودين بغزة.

تغريدة الملثم جاءت بتوقيت حساس في الذكرى الثامنة لمعركة العصف المأكول التي أسرت فيها المقاومة المجندين هدار وشاؤول، إذ حملت التغريدة مضمونًا خطيرًا وهو استشهاد وإصابة أفراد الوحدة التي ترعى أسرى العدو، وهنا يُطرح تساؤل ما مصير الجندي المفقود؟ قد يكون تعمد الاحتلال بقتل أسراه في معركة سيف القدس 2021، لإنهاء قضية الأسرى لدى المقاومة وتأكيد روايته المضللة بأنهم قتلى، ومن غير المعقول أن تحتفظ المقاومة بأسرى قتلى مدة 8 سنوات وتبذل جهداً ووقتاً لتتكفل بأموات، لكن عهدنا مع كتائب القسام بأن أعلنت مسبقًا عن وحدة الظل القسامية التي تتكفل بأسرى العدو الأحياء وفق الشريعة الإسلامية وهذا دليل واضح على إنسانية المقاومة خلال احتفاظها بالجندي الأسير جلعاد شاليط لمدة 5 سنوات والكشف مؤخراً عن تدهور طارئ على صحة الأسير هشام السيد.

حالة ارتباك ملحوظة في الأوساط الإعلامية والأمنية الإسرائيلية، كما بدا واضحا أن الرقابة العسكرية توجه عددا كبيرا من المحللين والإعلاميين في محاولة لدحض وإنكار ما أعلنه الناطق باسم القسام للحيلولة دون السيطرة على الرأي العام الإسرائيلي فيما يخص قضية الجنود الأسرى لدى القسام، فالاحتلال يعلم جيداً أن الجنديين ما زالا حيين ويعلم أن المقاومة لن تفرط بهما مهما كلفها من ثمن، لكنه يروّج لجمهورِه أنهم موتى كي يؤخر أي صفقة قادمة ويستطيع الوصول للجنديين ويقتلهما كي لا تتم الصفقة لأنها بمنزلة ذُل للاحتلال.

أعتقد أنه لم يبقَ سوى القليل، فالملثم في تغريدته أوصل رسالة مزدوجة من خلال ربط الأحداث وتسلسلها وإعلانها بالمجان مقابل تحريك المياه الراكدة بملف الأسرى وفضح الرواية الصهيونية، بعد تجميد التفاوض أثر ربط صفقة التبادل بالإعمار، وقد يدلل ذلك على فرض قواعد مهمة حول مسار التفاوض وإدارة الصراع مع العدو الصهيوني، وهذا ما نستطيع تحليله بعد التدهور الطارئ على صحة أحد أسرى العدو وإعلان استشهاد وإصابة أفراد وحدة الظل في معركة سيف القدس في إشارة تنبيه لقيادة حكومة الاحتلال بأن أسراهم ليسوا جثثًا كما يكذبون.

وكالة الصحافة الوطنية